روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | ـ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ـ 1

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > ـ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ـ 1


  ـ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ـ 1
     عدد مرات المشاهدة: 2008        عدد مرات الإرسال: 0

قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] لَمّا ذكر الله سبحانه وتعالى في بداية السورة أنه مستحق للمحامد كلها قديمها وحديثها، لأنه رب العوالِم وقيُّومها، أنعم عليها أولاً بالإيجاد، وثانياً بتوالي الإمداد، فهو مالكها على الإطلاق، ذكر أنه لا يستحق أن يُعبد سواه، إذ لا مُنعمَ على الحقيقة إلا الله، فهو أحقُّ أن يُعبد، وأولى أن يُفرد بالوجهة والقصد -البحر المديد 1/33- فقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه -تيسير الكريم الرحمن 39- فالأول: تبرؤ من الشرك، والثاني: تبرؤ من الحول والقوة وتفويض إلى الله عز وجل -الأنوار الساطعات لآيات جامعات 1/14- وفي هذه الآية الجامعة وقفات نجملها في الوقفات التالية:

=الوقفة الأولى/ معنى العبادة والإستعانة:

العبادة لغة هي: الذل، والخضوع، يقال: طريق معبَّد، إذا كان مذللاً بكثرة الوطء، وبعير معبد إذا كان مطلياً بالقطران -تهذيب اللغة 2/234.

العبادة شرعا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة كما عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية -انظر أول فقرة من رسالة العبودية.

الاستعانة لغة: مصدر إستعان، وهو من العون بمعنى المعاونة والمظاهرة على الشيء، وهي طلب العون -انظر: لسان العرب 5/ 3179- 3180، والصحاح للجوهري6/ 2168- 2169.

والاستعانة شرعاً: هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك -تيسير الكريم الرحمن 39.

=الوقفة الثانية/ أركان العبادة وشروطها، وأوجه الإستعانة:

العبادة لها ثلاثة أركان هي: الحب، والخوف، والرجاء، وإستدلوا بقول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء:٥٧].

وشروطها: الإخلاص والمتابعة، يقول الشيخ السعدي: وإنما تكون العبادة عبادة إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصوداً بها وجه الله، فبهذين الأمرين تكون عبادة -تيسير الكريم الرحمن 39.

وطلب المعونة من الله تعالى على وجهين:

الأول: أن يسأل الله تعالى من ألطافه ما يقوِّي دواعيه، ويسهل الفعل عليه.

الثاني: أن يسأل الله تعالى البقاء على كونه قادراً على طاعته المستقبلة بأن يجدد له القدرة حالاً بعد حال -مجمع البيان في تفسير القرآن 1/55 باختصار.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.